Sunday, February 23, 2014


مهرجان مسقط يودع أكثر من 1.5 مليون زائر


بعد 31 يوماً من الـتألق والإبهار والفنون والإبداع أسدل الستار مساء أمس عن فعاليات مهرجان مسقط 2014، الذي شكل لوحة بانورامية تنوعت فيه البرامج والأنشطة والفعاليات المحلية والعربية والعالمية، أضاءت خلالها الأجواء المسقطية الجميلة بأنوار من البهجة والسرور والسعادة، واستقطب المهرجان خلالها مئات الآلاف من داخل السلطنة وخارجها، التي زارت مواقع المهرجان بحديقتي العامرات والنسيم بجانب طواف عمان والفعاليات الشاطئية والحفلات الغنائية، سباقات نادي عمان للسيارات.
انطلق المهرجان في مطلع هذا العام بتاريخ 23 يناير واستمر نابضا بروح الحيوية وأنهار التجدد والتنوع والجمال حتى مساء أمس ليعطي دفعة جديدة في إثراء الحياة الاجتماعية والثقافية وتنشيط الحركة السياحية والاقتصادية، إضافة إلى دوره الترفيهي آخذا مكانته المحلية وبعده الإقليمي والدولي على خارطة المهرجانات الإقليمية والعربية..
وكان هذا التدفق الواسع دليلاً وشهادة نجاح وتميزا
باهرا لمهرجان مسقط، وهو موضع فخر واعتزاز لبلدية مسقط، ودافع قوي للمضي قدماً لتطويره باستمرار، وتجديده في كل دورة من دوراته السنوية.
تجمع أسري وتعايش حضاري
وقد شهد المهرجان تجمعا أسريا وعائليا كبيرا وزوارا من داخل وخارج السلطنة لمتابعة فعاليات حديقتي القرم والنسيم، واستطاع المهرجان طوال دوراته أن يؤسس لفعاليات عمانية خصوصية عالمية الأفق والتوجه، حيث لاقت اهتماماً إعلامياً واسعاً، ومنذ انطلاقته في يومه الأول شهد مهرجان مسقط تدفقاً جماهيرياً واسعاً في مختلف مواقع فعالياته العديدة والمتنوعة وزوارا من مختلف الجنسيات .
1400 مشارك من 83 دولة
زاد عدد المشاركين في مهرجان مسقط من الخارج إلى أكثر من (1400 ) مشارك ينتمون إلى (83) جنسية من مختلف أنحاء العالم مقارنة مع العام الماضي الذي وصل فيه عدد المشاركين إلى 1100 مشارك من 72 دولة من مختلف أنحاء العالم، ووصلت نسبة إشغال الفنادق إلى 100 % بمحافظة مسقط. ويبرز المهرجان مدى التبادل الثقافي والتعايش مع الجنسيات المختلفة التي تزور السلطنة تحت مظلة مهرجان مسقط.
وبهذه الجنسيات وتعدد اللغات ازدانت مسقط العامرة بألق المناسبة وبهجتها على مستوى العرض والإقبال الجماهيري بعد أنشطة فنية وثقافية ورياضية متعددة.
وحرص الزوار على زيارة الفعاليات المتنوعة بها التي شملت القرية التراثية والمعرض الدولي للحرف والفنون وعروض الكرنفال وعروض القفز المائي والعروض الفنية الموسيقية لعدد من الدول العربية والأجنبية والمسرح التعليمي وعروض الإبهار والألعاب النارية وبرنامج أصالة وغيرها من الفعاليات الشيقة الأمر الذي ساعد على إبراز ملامح السلطنة المهمة لكثير من الزوار الذين توافدوا على السلطنة وشجعهم على تكرار الزيارة خلال فترة المهرجان، فقد استطاع المهرجان أن يبرز المقومات التي تزخر بها السلطنة سواء كان ذلك في المجال السياحي أو الاقتصادي أو الفني محققا الهدف من إقامته وهو التعريف بالتراث العماني وبحاضر عمان ومقوماتها السياحية وليس لتحقيق أرباح مادية.
كما أن تنوع الفعاليات بالمهرجان كان لها نتائج إيجابية جيدة في استقطاب أكبر عدد من الزائرين والاطلاع على مختلف البرامج والفعاليات فقد كان تظاهرة ثقافية وفنية ورياضية رفيعة المستوى شكلت رافدا للاقتصاد العماني حيث إن المهرجان وبجوانبه المتعددة يقوم على فلسفة إحياء التراث العماني والتواصل بين هذا التراث الغني وبين الثقافات المتعددة مما يؤدي في النهاية إلى إثراء الواقع المعاش.
عروض الفرق التقليدية من مختلف دول العالم التي قدمت نماذجا من فلكلور بلدانها شكّلت تمازجا ثقافيا وحضاريا بعيدا عن الصراعات السياسية وحظيت تلك العروض بمتابعة جماهيرية كبيرة في بلد شعاره الدائم السلام والتسامح والاستقرار والأمن والتقارب بين الشعوب مما أكد على أن المهرجان حقق رسالته المنشودة في التقريب بين الشعوب وهذا إبداع آخر يضاف إلى إبداعات مهرجان مسقط.
مهرجان مسقط في واقعه مهرجان عالمي شامل استقطب التجار والمثقفين والفنانين من دول العالم ليقدموا ما لديهم من نتاجات وإبداعات وأفكار وينقلون ما شاهدوه في السلطنة إلى بلدانهم حيث إن مشاركة هذه الدول تعتبر بحد ذاتها فرصة للتعرف بها والترويج عنها خارج السلطنة وكذلك السائح أو الزائر الذي يقوم بنقل انطباعه إلى بلده مما يشجع الآخرين على الزيارة، فالمهرجان يعد ملتقى حضاريا وثقافيا وتجاريا وسياحيا استطاع أن يوصل ويبلور المكانة التي تتمتع بها السلطنة بين شعوب العالم وتاريخ عمان الماضي والمستقبل القادم.
فعاليات حديقة العامرات
احتضنت حديقة العامرات العامة أبرز الفعاليات أهمها: القرية التراثية العمانية، والمهرجان الدولي للحرف والفنون، والمشاركات الدولية لفرق الفنون التقليدية، والفعاليات والعروض العائلية وعروض الإبهار والألعاب النارية، وبرنامج أصالة التلفزيوني أصالة الذي يبث من القرية التراثية، وعروض الإبهار التي تحكي تاريخ السلطنة والتطور الحضاري والعمراني يتخلل هذا العرض الألعاب النارية وعروض الليزر والعروض النارية والمائية. وألعاب الخفة والكرنفالات والعروض البهلوانية والمهارات، والمشاركات الحكومية، وركن تدوير المخلفات، والقرية التعليمية، ومشاركات المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة والمؤسسات الراعية .
المعرض الدولي للحرف
شارك في المعرض الدولي للحرف والفنون التقليدية أكثر من 300 حرفي من 30 دولة عربية وعالمية، لعرض الحرف والمنتجات العالمية لفنون الرسم والنحت والفخار والسجاد والمنسوجات والجلود والفضيات، والنحاسيات واستقطب المعرض نخبة من أفضل الحرفيين على مستوى العالم قدموا نماذج مختارة من أعمالهم يصنعونها مباشرة أمام الجمهور.
القرية التراثية
القرية التراثية بحديقة العامرات على مساحة 45 ألف متر وتتضمن الأسواق التقليدية مثل سوق مطرح وحارة للحرفيين تضم مختلف البيئات البدوية والصحراوية والبحرية، والمباني والمرافق والأبراج والمداخل التي أنشئت بنمط الحارة العمانية القديمة برؤية بصرية وبطابع معماري أصيل مزود بالإضاءة التراثية. وزراعة النخيل والأشجار حسب كل بيئة وإنشاء بئر مائي ومواقع تجسد الحرف التراثية، وموقعين ثابتين لصناعة الحلوى، ومواقع بيع المأكولات العمانية ومسارح للفعاليات .
فعاليات النسيم
احتضنت حديقة النسيم العديد من فعاليات مهرجان مسقط 2014، والتي منها مشاركة دول من مختلف أنحاء العالم في المعرض الاستهلاكي التجاري الذي تضمن (400) محل تجاري، والمعرض الدولي الذي تقدم من خلاله معروضات ومنتجات متنوعة من الحرف اليدوية والمنتجات، وغيرها من المواد، ويتميز المعرض ببواباته التي تجسد أبرز معالم البلدان المشاركة في المعرض.
وشهد ميدان المهرجان بحديقة النسيم العامة عروض الفرق الدولية، وفرق السيرك الكرنفالي، ومدينة الفنون والتسلية والألعاب الكهربائية، وقرية الأسرة، وخيمة المنتجات، والحفلات الغنائية الـأسبوعية التي أحياها عدد من الفنانين العمانيين.
المؤسسات الصغيرة والأسر
حيث كان لمشاركة المعرض الاستهلاكي الدولي أدوار عديدة ولما لا وهو يعرض فيه الكثير من البضائع والسلع ذات الجودة العالية حيث حرصت بعض الدول المشاركة في ذلك المعرض أن تعرض أجود وأفضل أنواع منتوجاتها كما أن المعرض في هذه السنة شهد حضورا ومشاركة فعالة من قبل أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والذين حقاً أثبتوا كفاءتهم حيث كانت للبضائع وسلعهم إقبالا لافتاً من قبل زوار ميدان حديقة النسيم العامة كذلك كان هناك توافد كبير لقرية الأسرة والتي أقيمت فيها الكثير من البرامج المنوعة والتي استهدفت الكبار من خلال ما يعرضونه من صناعات تراثية تقليدية كصناعة الخناجر والقوارب والحبال والسعفيات واستهدفت أيضاً الأسرة والعوائل والأطفال من خلال مسرح الطفل وما يعرض على خشبته من أنشطة ومناشط من مسرحيات وأناشيد وقصص للأطفال كما لاقت فعالية الألعاب الكهربائية والإلكترونية تدافعا من قبل الجماهير الغفيرة خاصة أوقات الإجازات الرسمية والذين شاركوا بالاستمتاع بتلك الألعاب المثيرة والشيقة والتي تناسب جميع الأعمار الصغار والكبار.
كذلك فعالية المسرح الرئيسي حيث أدت مجموعة من فرق دول العالم مثل الهند واسبانيا والبنجاب وتركيا ومصر وروسيا عدداً من الاستعراضات الجميلة، كذلك أحيى بعض من الفنانين العمانيين مجموعة من الأغاني الطربية الرائعة والتي حظيت على إعجاب الحضور.
الفعاليات الشاطئية
كما كان لفعاليات شاطئ الحيل بالسيب تقديم العديد من المسابقات والأنشطة الرياضية كسباق القوارب التقليدية وبطولة كرة القدم الشاطئية للجامعات والكليات ومسابقة الكرة الطائرة ومسابقة التقاط الأوتاد للفروسية وعروض للهجن وعروض الألعاب التقليدية والعرض الجوي لفريق الفرسان الإماراتي وبطولة الخليج الثانية لثلاثيات كرة السلة إلى جانب فقرات فنية للفرق التقليدية المحلية من صور وقريات وجعلان وشناص ولوى وسباق المهارة وسباق السيارات الصغيرة كارتينج لمدة 24 ساعة كما عرض كذلك عروض للدراجات النارية وسباق رالي عمان الجولة الأولى.
الترويج العالمي
تم الترويج للمهرجان عبر مختلف الوسائل الإعلامية ومن أبرزها المحطات الفضائية الجزيرة الإخبارية، والسي ان ان، والبي بي سي العالمية، والبي بي سي للشرق الأوسط، وتلفزيون الشرق الأوسط ام بي سي 1 وقناة ZEE الهندية، بجانب قنوات تلفزيون سلطنة عمان وقناة مجان الفضائية، ومكاتب الترويج السياحية التابعة لوزارة السياحة، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة المعلومات العالمية (الانترنت)، ونشر اللوحات الدعائية للمهرجان في الطرق الرئيسية والواجهات البارزة ومواقع المهرجان وفي عدد من الأماكن الحيوية بولايات السلطنة، وفي مطارات مسقط الدولي، ومطار دبي، ومطار الدوحة الدولي .
كما روج في الإذاعات المحلية والعربية مثل إذاعة سلطنة عمان، وإذاعة برنامج الشباب، وإذاعة دبي أف أم 92، وإذاعة هلا اف ام، وإذاعة صوت الخليج، وإذاعة الامارات اف ام الانجليزية .
وفي المواقع الكترونية العالمية ومن أبرزها وهي موقع جوجل العالمي، وياهو، والفيس بوك، وتويتر . والجرائد المحلية اليومية الصادرة باللغتين العربية والانجليزية وعدد من الجرائد العربية والخليجية كجريدتي الخليج والاتحاد الاماراتيين، والخليج تايمز الاماراتية الصادرة باللغة الانجليزية، وفي مجلات الطيران العماني والطيران القطري وطيران الامارات وطيران الاتحاد، والجرائد المحلية الصادرة باللغتين العربية والانجليزية .
عالمية طواف عمان
سجلت النسخة الخامسة من طواف عمان 2014 نجاحا جديدا يضاف إلى النسخ الأربع الماضية وسط متابعة عالمية كبيرة لهذا الحدث الذي يعد الأبرز على مستوى الفعاليات الرياضية لمهرجان مسقط 2014، والحدث الأهم الذي تبلغ جوائزه 104.330 ألف. وبرهن الطواف حضوره على المضمار العالمي حيث شارك فيه أفضل 144 دراجا يمثلون 18 فريقا عالميا، حيث يواصل الطواف غدا محطته السادسة والأخيرة ليكمل مسافة 915.5 كيلومتر .
بث عالي الجودة
وحظي طواف عمان 2014 بتغطية إعلامية عالمية متميزة حيث نقلت أخبار الطواف إلى 180 دولة من 5 قارات في العالم بواسطة فريق تلفزيوني متخصص لنقل الحدث من خلال مروحية مجهزة بآلات التصوير الرقمية عالية الجودة و4 دراجات نارية لتصوير السباق، كما قامت اللجنة الإعلامية يوميا بإرسال تسجيل تقرير لكافة محطات العالم عرضت ملخصا لمجريات السباق في 26 دقيقة تقريبا، كما تم التعاون مع 30 وكالة أبناء حول العالم لنقل أخبار وصور الطواف بالجودة العالية كما شارك في نقل الحدث أكثر من 40 صحفيا ومصورا من مختلف دول العالم وكانت التغطية المحلية حاضرة خاصة عن طريق تلفزيون السلطنة القناة الرياضية من خلال عرض تقرير يومي لمدة 26 دقيقة بالإضافة الى تخصيص 5 دقائق للطواف من زمن نشرة الأخبار اليومية، إلى جانب تغطية الحدث عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر واليوتيوب.
الطموحات المستقبلية للمهرجان
وصل مهرجان مسقط بفعالياته إلى جذب الزوار من كافة شرائح المجتمع ومناطقه، بل تعدى ذلك وصولا إلى السياح من خارج السلطنة والذين يقصدون مشاهدة فعاليات مهرجان مسقط، وذلك لتعدد الفعاليات وتنوعها. وهنالك العديد من الأفكار المستقبلية التي يتطلع إليها زوار مهرجان مسقط والتي هي كفيلة بتغيير نمط المهرجان إلى الأفضل كتخصيص مساحة أرض واسعة وفي موقع مناسب وعلى الطرق الرئيسية تحتضن فعاليات المهرجان بشكل سنوي وتكون متكاملة التصميم من حيث المعارض والمسارح والأسواق وغيرها من المستلزمات بعيدا عن الحدائق والمتنفسات، وتخصيص معرض خاص لتسويق المنتجات العمانية والمشغولات الحرفية العمانية، بالإضافة إلى تصميم قرية متكاملة لكل دولة ويتعلق التصميم بتراث الدولة وتعرض بها فنونها وتراثها وحرفها ومنتجاتها، وزيادة الفعاليات التي تلامس احتياجات الأسرة والطفل كتخصيص قرية متكاملة للأطفال تحتوي على ألعاب مناسبة ومناشط ثقافية وتعليمية، وزيادة الفعاليات والمناشط الثقافية كالأمسيات الشعرية ومسابقات الفرق وعروض كرنفالية، كذلك تنادي الفرق التقليدية العمانية بتخصيص مسرح بالمهرجان تتنافس به كافة الفرق والفنون التقليدية العمانية بمسابقة سنوية. ويأمل الزوار كذلك بإتاحة الفرصة للمواهب الشابة لإبراز مواهبها وقدراتها وتعزيز دور الفرق الأهلية. ويؤيد الكثير فكرة الانفتاح التقني بالمهرجان وإشراك الشركات التقنية في المهرجان لتقديم عروضها وفعاليتها المسلية وعالم المغامرات وغيرها من الفعاليات، حيث إن المهرجان أصبح بحاجة إلى صياغة جديدة وبلورة للأفكار الهادفة إلى واقع عصري يستهدف كافة شرائح المجتمع وبنكهة تحمل الخصوصية العمانية. ويطمح البعض إلى التنويع في الفعاليات التي تقام وأن تتوزع بعض العاليات أو تتنقل بين المحافظات طيلة فترة المهرجان، لأن مهرجان مسقط أصبح قريبا للكثير من الزوار والولايات والفنون والحرف.ودع مهرجان مسقط 2014 زواره يوم أمس على أمل اللقاء بهم في عامه المقبل بحلة جديدة مليئة بالمزيد من الفعاليات الجديدة والتي يحلم بها الكثير من زوار المهرجان .

No comments:

Post a Comment