Sunday, February 23, 2014



الحملات الاستكشافية تستهدف إعلان المواقع المؤهلة لتكون محميات طبيعية في المستقبل


ياسر السلامي: زيادة الأعمال المسحية الميدانية للحصول على معلومات دقيقة -
ينفذ مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني سنويا جملة من الحملات الاستكشافية لمواقع متعددة في السلطنة تنعم بثراء فريد في التنوع  الأحيائي وجغرافية المكان. وتتمثل في جبال وسهول وأودية مواقع خصبة لأجراء العديد من المسوحات والدراسات البحثية الميدانية.
وقال ياسر بن عبيد السلامي مدير عام مكتب حفظ البيئة: «لقد تولدت فكرة تنفيذ عدد من الحملات الاستكشافية للسلطنة اعتباراً منذ عام 2012م بناء على قناعة مشتركة بين مكتب حفظ البيئة وجمعية الاستكشاف بالمملكة المتحدة حول أهمية إلقاء المزيد من الضوء على المناطق التي تزخر بتنوع أحيائي فريد، وذلك عن طريق زيادة جرعات الأعمال المسحية الميدانية بهدف الحصول على بيانات ومعلومات دقيقة يمكن البناء عليها لحماية تلك المواقع مستقبلاً بالتنسيق مع الجهات المختصة في السلطنة. كما تمثل تلك الحملات حلقات عمل ميدانية لتدريب وتأهيل المختصين في مجال حماية الحياة الفطرية في السلطنة سواءً أكانوا من المكتب أو من وزارة البيئة والشؤون المناخية أو الجهات الأخرى ذات العلاقة بالعمل البيئي. حيث تقوم الحملات بتنفيذ زيارات توعية للسكان المحليين وطلبة المدارس لرفع مستوى الوعي البيئي بمفردات البيئة العمانية».
جهات مشاركة
وحول تعاون الجهات الحكومية والخاصة المعنية بمجال صون البيئة في السلطنة ومشاركتها الفاعلة في الحملات الاستكشافية أوضح السلامي قائلا: «دأب مكتب حفظ البيئة على دعوة جميع الجهات المعنية بحماية الطبيعة في السلطنة للمشاركة في الحملات الاستكشافية وخاصةً وزارة البيئة والشؤون المناخية التى حرصت على المشاركة الايجابية والفاعلة في جميع الحملات بالإضافة لجهات أخرى مثل وزارة التربية والتعليم، وجامعة السلطان قابوس، وحديقة الأشجار والنباتات العمانية، وجمعية البيئة العمانية، والمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة».
جهات داعمة
وأضاف: «إن الإعداد لعمل بهذا الحجم يتطلب تنسيقا مسبقا مع عدة جهات لتسهيل سير هذه الحملات العلمية وفي هذا الشأن فإن المكتب يحظى بدعم كبير من قبل معالي السيد وزير ديوان البلاط السلطاني لتنفيذ هذه الحملات سنوياً ولذلك تقدم العديد من التسهيلات للمشاركين من خارج السلطنة لتذليل كافة العقبات التي قد تعترض سير تلك الحملات وهنا لا بد من تقديم الشكر لجميع تلك الجهات وعلى رأسها مكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار، وسلاح الجو السلطاني العماني (قاعدة صلالة الجوية)، ووزارة الدفاع (قطاع الخدمات الهندسية بمحافظة ظفار)، وشرطة عمان السلطانية، والجيش السلطاني العماني (لواء حرس الحدود)».
زيارات رسمية
وحظيت الحملة الاستكشافية لجبال ظفار هذه السنة بزيارات رسمية من المسؤولين، وأكد السلامي، فقال: «إن وجود المسؤولين من هذا المكتب أو من الجهات الأخرى المشاركة في تلك الحملات يضفي الكثير من الأهمية ويعطي حافزاً كبيراً للمشاركين. وفي حملة هذا العام حرصنا على التنسيق مع الجهات المعنية لزيارة مقر الحملة في منطقة الحوطة بتاريخ 6/2/2014م، وكان لتلك الزيارات بالغ الأثر في تحفيز المشاركين لبذل المزيد من الجهد في هذا الجانب، وبتاريخ 16/2/2014 قمت بزيارة المشاركين واطلعت على سير عمل الحملة وسعدت كثيراً للجهد الذي يبذله المشاركون من مختلف الجهات وخاصةً كونهم يعملون في ظروف صعبة ومناطق وعرة تتطلب بذل الكثير من الصبر والجهد والمشقة ناهيك عن الأخطار المحدقة بهم جراء وجودهم في مناطق تنشط فيها الحيوانات المفترسة والزواحف وغيرها».
نتائج..
من جانب آخر، أشار مديرعام مكتب حفظ البيئة الى أن فريق المسوحات الميدانية للحملات الاستكشافية لجبال ظفار خرج بحصيلة من النتائج والبيانات الدقيقة والعلمية، وقال: «خرجت الحملة الأولى والثانية بجملة من النتائج العلمية المهمة وخاصةً فيما يتعلق بالدراسات المتعمقة التي أجريت في وادي صيق ومنطقة خيرفوت بالمنطقة الغربية من محافظة ظفار والتي تعتبر واحدة من أغنى المناطق من حيث تنوعها الحيوي الفريد حيث سيتم توظيف النتائج لحماية تلك الكائنات الحية والنباتات والأشجار الفريدة وموائلها الطبيعية من خلال تكثيف الحملات المسحية والرقابة من قبل المراقبين والأخصائيين بمكتب حفظ البيئة بهدف الحفاظ على تلك المقومات الطبيعية الهامة».
ويضيف: «كما ساهمت الحملات الثلاث في تدريب وتأهيل (100) موظف تقريباً من الجهات المشاركة على طرق العمل الميداني وجمع البيانات الحقلية بالإضافة لتوعية قطاع من السكان المحلين وطلبة المدارس بأهمية الحفاظ على البيئة الطبيعية.
مسح اشجار اللبان..
الجدير ذكره أن المكتب اضاف هذا العام ضمن برنامج الحملة الاستكشافية مسح أشجار اللبان في مناطق انتشار النمر العربي بمرتفعات عشوق ووادي ظلومة ومنطقة رزوق وذلك بهدف دراسة العلاقة التي تربط بيئة أشجار اللبان ببيئة النمر العربي والتي نعتقد بأنها قائمة بحكم أن أكثر المناطق التي ينتشر فيها النمر العربي في جبال ظفار تتميز بسيادة اشجار اللبان دون غيرها من الانواع الاخرى وبالتالي فإن هذه الدراسة التي سيتم الاستمرار فيها حتى بعد انتهاء الحملة نأمل أن تعطي نتائج علمية توضح تلك العلاقة مما سيمنحنا التركيز أكثر على تنمية وتأهيل أشجار اللبان مستقبلاً وذلك في سبيل حماية موائل الحيوانات البرية المهددة بالانقراض والتي يأتي في مقدمتها النمر العربي».

No comments:

Post a Comment