Friday, April 25, 2014

«طوي الناقة» بالحمراء تستعيد عافيتها بتدفق مياهها من جديد
بعد نضوب 20 عاما -
الحمراء – عبدالله بن محمد العبري -
طوي الناقة تعتبر من أقدم المزارع ببلدة القلعة التابعة لإحدى الواحات الزراعية بولاية الحمراء عاشت من خيراتها أجيال عديدة تعاقبت على زراعتها بالمحاصيل الزراعية الموسمية والأشجار المعمرة كالنخيل والحمضيات والفواكه ونظرا لما عانته البلدة من جفاف حاد لسنين طويلة كانت طوي الناقة ليست بعيدة عن هذه الظاهرة مما اضطر مالكوها لتركها فبقيت مهجورة قرابة 20 عاما فأصبحت أراضيها أشبه بالبور غبراء ليس بها الا أشجار السمر وترابها بات تذروه الرياح كلما اشتدت صيفا أو شتاء حيث جف بئرها الذي بني بالطوب والطين تحمل بين خشبتيها آلة المنجور التي كان المزارعون يعتمدون عليها لاستخراج الماء منها بواسطة الدواب فبقيت تصارع العوامل الطبيعية خلال تلك السنوات. وبعد هطول الأمطار الأخيرة بدأت بئر الناقة تستعيد عافيتها لتمتلئ بالمياه نظرا لقربها من الأودية المنحدرة من قمم الجبل الشرقي (جبل هاط) وقد ساندتها عزيمة الشباب الوقادة الذين هبوا ليعيدوا إليها نظارتها بشغل مساحاتها باللون الأخضر.
عمارة الأرض
يقول عدنان بن حارث بن محمد العدوي: طوي الناقة من الواحات الزراعية المهمة في بلدة القلعة حيث كانت زاخرة بأنواع المزروعات لكن موجة الجفاف التي طالت البلدة أثرت على البئر واستمرت على هذا الحال طوال تلك السنوات، ومع هطول الأمطار الاخيرة عادت المياه إلى طبيعتها للبئر فارتأينا أن نعيد مكانتها ونقوم بزراعتها بأنواع مختلفة من المحاصيل الزراعية ونظرا لموقعها المتوسط بين مزارع البلدة وعلى الطريق الرئيسي أصبح منظرها الآن يبهج الناظرين الذين يعبرون الطريق فقد ركزنا على زراعة القمح والشعير كأحد أهم المحاصيل الزراعية والثوم والبصل والبقوليات والأعلاف الحيوانية كالبرسيم والذرة وخلافها حتى نغير طبيعتها عما كانت عليه لنجعلها بساطا أخضر وعلى الرغم من الجهد الذي تطلبته في إعادة زراعتها من استصلاح للأرض وإزالة النباتات البرية التي انتشرت إلا أننا سعداء أن جعلناها تزخر بأنواع المزروعات ويمتد اللون الأخضر بكامل مساحتها. ويضيف قائلا: العمل في مجال الزراعة وحراثة الأرض له مردود اقتصادي واكتفاء ذاتي من بعد حصاد المنتجات الزراعية التي تساعد لإيجاد دخل مادي من خلال بيع جزء منها بسوق ولاية الحمراء  وإبقاء الجزء الآخر لسد الحاجة فقد كان الآباء يعتمدون اعتمادا كليا على ما تنتجه أرضهم من خيرات ونحن اليوم نقوم بهذا العمل رغبة في استصلاح الأرض وأن نرى المساحات الزراعية عامرة بأنواع المزروعات طالما أنعم الله علينا بنعمة المياه وعاد إلى هذه الواحة مخزونها المائي بعد نضوب دام أكثر من 20 عاما كما ان زراعة الأرض تفتح مجالات عدة منها إتاحة الفرصة لتربية المواشي إلى جانب فتح مجال لعمل الكثير من الناس خلال فترة الحصاد خاصة فترة حصاد القمح.

No comments:

Post a Comment