السياحة أسلوب حياة
زكريا فكري -
السائح يعرف ماذا يريد وإلى أين يتوجه.. هو فقط يريد ان يعرف ما إذا كان سيتمتع بتجربة جديدة أم مجرد سياحة تقليدية قائمة على منتجات تكاد تكون متشابهة في جميع بلدان العالم. السائح الذي يتوجه الى اسبانيا او فرنسا او الولايات المتحدة الأمريكية هو سائح يبحث عن معالم ومتاحف وأماكن وساحات سبق ان قرأ وسمع عنها.. لكنها ليست بالطبع تجربة سياحية فريدة وجديدة هي مجرد سياحة تقليدية.. قد تكون تجربة فريدة من نوعها للسائح العربي والآسيوي كونه يتعرف على ملامح الحضارة التي تقود قاطرة التقدم الاقتصادي والمعيشي ويتأثر بها ويندمج معها ويتطلع إليها.. ويتمنى ان يصبح منخرطا في أسلوبها وتفاصيلها.
السائح يعرف ماذا يريد وإلى أين يتوجه.. هو فقط يريد ان يعرف ما إذا كان سيتمتع بتجربة جديدة أم مجرد سياحة تقليدية قائمة على منتجات تكاد تكون متشابهة في جميع بلدان العالم. السائح الذي يتوجه الى اسبانيا او فرنسا او الولايات المتحدة الأمريكية هو سائح يبحث عن معالم ومتاحف وأماكن وساحات سبق ان قرأ وسمع عنها.. لكنها ليست بالطبع تجربة سياحية فريدة وجديدة هي مجرد سياحة تقليدية.. قد تكون تجربة فريدة من نوعها للسائح العربي والآسيوي كونه يتعرف على ملامح الحضارة التي تقود قاطرة التقدم الاقتصادي والمعيشي ويتأثر بها ويندمج معها ويتطلع إليها.. ويتمنى ان يصبح منخرطا في أسلوبها وتفاصيلها.
ولكن حقيقة لا توجد دولة في العالم لا تملك مقومات ومنتجات سياحية مبهرة.. فالجميع يملك هذه المقومات ولكن البعض بدلا من الاعتماد على مقوماته ومنتجاته المتاحة والتي تزخر بها البيئة الحالية، يحاول ان يحاكي منتج وأسلوب الدول التي تتصدر قائمة السياحة العالمية، فيدخل في منافسة لا جدوى منها. بينما لو استطاع استغلال المقومات المتاحة في البيئة المحلية لانفرد بمنتج سياحي متميز يثري السائح ويمنحه تجربة قلما يمكنه العثور عليها في بلدان اخرى.
وهناك العديد من البلدان التي فطنت الى مكمن تميزها النسبي واستغلت مقوماتها وحولتها الى منتج متفرد وجاذب يرفع من معدلات السياحة الوافدة اليها.. دول صغيرة ومع ذلك اكتشفت نفسها وسوقت مفرداتها على نحو جذاب ومختلف فحصلت على نصيب من الاجمالي العالمي للسياحة وتصدرت وتنافست مع دول ومدن عريقة سياحيا مثل لندن وباريس ونيويورك وغيرها. وتعتبر فرنسا هي الأولى سياحيا على مستوى العالم مستقطبة ما يقرب من 80 مليون سائح سنويا بينما تجذب الولايات المتحدة الأمريكية اليها 60 مليون سائح والصين 56 مليون سائح وإسبانيا 52.7 مليون سائح، وهي أرقام تجعل الأمر شديد الصعوبة على الدول الناشئة او الطامحة كي تصبح وجهة سياحية.
ولكن الامر مع دول مثل ماليزيا وتايلاند وسنغافورة واندونيسيا اختلف واصبحت هذه الدول تنافس منافسة حقيقية للحصول على حصة مناسبة من حجم السياحة العالمية.
فالسياحة في ماليزيا تسجل زيادة سنوية بمعدل 14.1%، حيث قفز العدد الإجمالي من 5.5 مليون سائح في عام 1998 الى 23.65 مليون سائح العام الماضي. كما ارتفعت العائدات ست مرات بمعدل نمو سنوي بلغ 18.1%، من 8.5 مليار رانجيت ماليزي الى 53.4 مليار رانجيت خلال الفترة المذكورة، علما أن الدولار الأمريكي الواحد يساوي 3.6 رانجيت بمتوسط مليار رانجيت كل أسبوع. وصنفت ماليزيا لأول مرة ضمن قائمة الدول العشر الأكثر زيارة في العالم، وهي القائمة التي تعدها منظمة السياحة العالمية. وتستهدف ماليزيا جذب 36 مليون سائح في 2020. المنتج السياحي الذي روجت له ماليزيا هو المنتج الطبيعي المحلي فهي لم تأت بنموذج للمحاكاة وانما استخدمت مكوناتها الطبيعية من مناظر خلابة وطبيعية ووضعتها في سياق مرتب ومنظم ووفق اسلوب حياة الماليزيين انفسهم… فهي لم تصنع أسلوب حياة مماثلا للاسلوب الذي يعيشه السائح الغربي ولكنها قدمت له نموذجا يتسق معها ومع بيئتها ومجتمعها ولكنه اكثر تنظيما والتزاما ويراعي الدقة.
اما العاصمة التايلندية بانكوك فقد سحبت البساط من الوجهات السياحية لتصبح مقصد الرحلات الجوية الأول في العالم، وأول مدينة آسيوية تحصل على اللقب، طبقا لتصنيف مؤشر “ماستر كارد” للمدن السياحية في العالم. وتصدّرت بانكوك القائمة عام 2013، استناداً إلى إجمالي عدد السياح الأجانب المتوقع أن يزوروا المدينة، تبعتها لندن ثم باريس وسنغافورة ونيويورك.
ويزيد عدد السياح الى تايلند بنسبة 9.8% ويتوقع في عام 2016 ان تأتي اسطنبول التركية في المرتبة الثالثة بعد بانكوك ولندن، تليها باريس في المرتبة الرابعة، ثم دبي في المرتبة الخامسة، فسنغافورة ثم نيويورك.
ويمكن للسلطنة ان تتحول الى واحدة من اهم الوجهات السياحية في العالم اذا بدأت بتشجيع السياحة الداخلية اولا .. فالسياحة الداخلية هي التي تصنع سياحة الخارج واذا اطمأن السائح المحلي الى ما يقدم له من ترتيب وحسن تنظيم سيصنع بنفسه الدعاية اللازمة لجلب وجذب سائح الخارج.. والحقيقة ان السلطنة تتمتع بمقومات سياحية عديدة ومتميزة والكثير من المواقع الأثرية الشاهدة على عظمة تاريخ هذا البلد ومكانة من صنعوه وصاغوا حضارته، فضلا عن التنوع البيئي والتضاريس.. فقط مطلوب إقناع سائح الداخل بإنفاق ما ادخره للخارج على سياحة الداخل وعندما يحدث ذلك سيأتي سائح الخارج دون تردد.
وهناك العديد من البلدان التي فطنت الى مكمن تميزها النسبي واستغلت مقوماتها وحولتها الى منتج متفرد وجاذب يرفع من معدلات السياحة الوافدة اليها.. دول صغيرة ومع ذلك اكتشفت نفسها وسوقت مفرداتها على نحو جذاب ومختلف فحصلت على نصيب من الاجمالي العالمي للسياحة وتصدرت وتنافست مع دول ومدن عريقة سياحيا مثل لندن وباريس ونيويورك وغيرها. وتعتبر فرنسا هي الأولى سياحيا على مستوى العالم مستقطبة ما يقرب من 80 مليون سائح سنويا بينما تجذب الولايات المتحدة الأمريكية اليها 60 مليون سائح والصين 56 مليون سائح وإسبانيا 52.7 مليون سائح، وهي أرقام تجعل الأمر شديد الصعوبة على الدول الناشئة او الطامحة كي تصبح وجهة سياحية.
ولكن الامر مع دول مثل ماليزيا وتايلاند وسنغافورة واندونيسيا اختلف واصبحت هذه الدول تنافس منافسة حقيقية للحصول على حصة مناسبة من حجم السياحة العالمية.
فالسياحة في ماليزيا تسجل زيادة سنوية بمعدل 14.1%، حيث قفز العدد الإجمالي من 5.5 مليون سائح في عام 1998 الى 23.65 مليون سائح العام الماضي. كما ارتفعت العائدات ست مرات بمعدل نمو سنوي بلغ 18.1%، من 8.5 مليار رانجيت ماليزي الى 53.4 مليار رانجيت خلال الفترة المذكورة، علما أن الدولار الأمريكي الواحد يساوي 3.6 رانجيت بمتوسط مليار رانجيت كل أسبوع. وصنفت ماليزيا لأول مرة ضمن قائمة الدول العشر الأكثر زيارة في العالم، وهي القائمة التي تعدها منظمة السياحة العالمية. وتستهدف ماليزيا جذب 36 مليون سائح في 2020. المنتج السياحي الذي روجت له ماليزيا هو المنتج الطبيعي المحلي فهي لم تأت بنموذج للمحاكاة وانما استخدمت مكوناتها الطبيعية من مناظر خلابة وطبيعية ووضعتها في سياق مرتب ومنظم ووفق اسلوب حياة الماليزيين انفسهم… فهي لم تصنع أسلوب حياة مماثلا للاسلوب الذي يعيشه السائح الغربي ولكنها قدمت له نموذجا يتسق معها ومع بيئتها ومجتمعها ولكنه اكثر تنظيما والتزاما ويراعي الدقة.
اما العاصمة التايلندية بانكوك فقد سحبت البساط من الوجهات السياحية لتصبح مقصد الرحلات الجوية الأول في العالم، وأول مدينة آسيوية تحصل على اللقب، طبقا لتصنيف مؤشر “ماستر كارد” للمدن السياحية في العالم. وتصدّرت بانكوك القائمة عام 2013، استناداً إلى إجمالي عدد السياح الأجانب المتوقع أن يزوروا المدينة، تبعتها لندن ثم باريس وسنغافورة ونيويورك.
ويزيد عدد السياح الى تايلند بنسبة 9.8% ويتوقع في عام 2016 ان تأتي اسطنبول التركية في المرتبة الثالثة بعد بانكوك ولندن، تليها باريس في المرتبة الرابعة، ثم دبي في المرتبة الخامسة، فسنغافورة ثم نيويورك.
ويمكن للسلطنة ان تتحول الى واحدة من اهم الوجهات السياحية في العالم اذا بدأت بتشجيع السياحة الداخلية اولا .. فالسياحة الداخلية هي التي تصنع سياحة الخارج واذا اطمأن السائح المحلي الى ما يقدم له من ترتيب وحسن تنظيم سيصنع بنفسه الدعاية اللازمة لجلب وجذب سائح الخارج.. والحقيقة ان السلطنة تتمتع بمقومات سياحية عديدة ومتميزة والكثير من المواقع الأثرية الشاهدة على عظمة تاريخ هذا البلد ومكانة من صنعوه وصاغوا حضارته، فضلا عن التنوع البيئي والتضاريس.. فقط مطلوب إقناع سائح الداخل بإنفاق ما ادخره للخارج على سياحة الداخل وعندما يحدث ذلك سيأتي سائح الخارج دون تردد.
No comments:
Post a Comment