Sunday, June 8, 2014



الانتهاء من ترميم جامع الشيخ أبي سعيد الكدمي بالحمراء

بتكلفة 200 ألف ريال ويتسع لأكثر من 200 مصل -
الحمراء ــــ عبدالله بن محمد العبري:-تم الانتهاء مؤخرا من الأعمال الإنشائية لمشروع ترميم جامع الشيخ أبي سعيد الكدمي ببلدة العارض بولاية الحمراء والمتمثل في الحوائط الداخلية والخارجية والمحيط الخارجي الذي تم تنفيذه بواسطة الحجارة كما تم تسقيف الجامع بالأخشاب الطبيعية وتركيب الأبواب الخارجية، وقد سارع القائمون على ترميم الجامع في انجازه من خلال تكثيف الجهود و إعادته إلى طبيعته السابقة مع وضع اللمسات الجمالية له بتكلفة إجمالية بلغت 200 ألف ريال عماني.
تابعت «$» أعمال الترميم حتى انتهاء العمل به ورصدت الفرحة بهذا الانجاز الفريد وفي هذا الصدد كانت لنا لقاءات مع عدد من المواطنين والعاملين في مجال الترميم حيث يقول صالح بن خلف بن سيف اليحيائي: تأتي إعادة ترميم هذا الجامع في إطار الجهود التي تبذلها وزارة التراث والثقافة في إعادة بناء وترميم المعالم الأثرية القديمة التي تحكي عراقة هذا البلد وتاريخه الخالد، وقد قام بالتنفيذ عمال وفنيون مهرة متخصصون في ترميم وإعادة بناء المعالم الأثرية وقد تغلبت الشركة المنفذة لهذا المشروع على بعض العقبات التي واجهتها وذلك من خلال توفير المواد الطبيعية التي تتلاءم مع طبيعة المواد التي بني بها في الماضي وترميمه بمكنونه من الداخل والذي يتكون من خمسة أروقة تضم خمسة عشر عمودا اسطوانيا وعمودين مستقلين مربعي الشكل ملاصقة بالجدران حتى تعطي دعامة ومتانة للبناء ويبلغ طول غرفة الصلاة 16.30 متر وعرضها 15.20 متر وتتكون أعمدة الجامع من 21 عقدا بالإضافة إلى خمسة أروقة ذات أربعة صفوف أما بالنسبة للمحاريب فان به محرابين أحدهما في الداخل طوله متران وعرضه 1.46 متر وقد فقد ملامحه الأصلية والذي كان يحتوي على أرفف لوضع المصاحف والآخر في صرح الجامع مما يدل على انه كان يرتاده جمع كبير من المصلين وقد تم بناؤه بواسطة المواد الطبيعية من الحصى والطين والطوب ويصل سمك جدار هذا الجامع من 70 – 1.30 متر وبه ستة أبواب بعضها ذو مساحة ضيقة والبعض الآخر ذو مساحة واسعة ففي بعض الأبواب يصل سمك الجدار إلى 1.30 متر أما قطر الاسطوانة الواحدة فيصل إلى ما بين 1.20 ــــ 1.40 متر ونجد العقود منفتحة أما البعض الآخر فتكون ضيقة ويوجد بالجامع عقدان مدببان.
أما علي بن سعيد بن جعفر العدوي فيقول: إن بلدة العارض بولاية الحمراء احتضنت عدداً من المعالم الأثرية والدينية والأعلام من رجال الدين الذين ذاع صيتهم وخلدوا للتاريخ وللحضارة الإسلامية مجدا حيث ولد وأقام بها العلامة الشيخ الرضى أبي سعيد الكدمي، ودور العبادة التي خلفها هذا العالم الجليل مثل مسجد الشيخ أبي سعيد الكدمي الذي حظي باهتمام الأهالي وتم إعادة بنائه والجامع الأثري الكبير الذي بناه الشيخ في عام 305 للهجرة على ربوة من صنع أبناء هذه البلدة حيث تم بناء جدار لموقع الجامع وتم ملئه بالأتربة والرمل من مجرى الوادي حيث ظهر ذلكمن خلال أعمال الترميم المتعاقبة وما يوضح ذلك الأعمدة والعقود والتي لا تحمل شكلاً موحداً وبينت أيضا تعاقب البناء عليه وأثناء عملية الترميم وجدنا مجموعة من الجدران لم تبن أحادية ولكن عبارة عن دعامات لجدران سابقة وأن الجامع بني على ربوة مرتفعة والحكمة وذلك لقربه من مجرى وادي شعماء الذي يشق مجراه وسط البلد. وحول الأهمية التاريخية لهذا الجامع يقول علي العدوي :هذا الجامع يحكي قصصا طويلة وظل يصارع قسوة الطبيعة وتجاهل المسؤولين طوال القرون الماضية حتى جاء عصر النهضة الحديثة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم ـــ حفظه الله ويرعاه ـــ فأولى اهتمامه السامي بآثار عمان وتراثها الخالد حيث ظل هذا الجامع يناشد من محرابه الذي انطمست معظم ملامحه من سيمد إليه يدالانقاذ ويعيده إلى سالف عهده وأهميته كمعلم ديني وشاهد على رسوخ الدعوة الإسلامية واهتمام أهل عمان بتشييد المساجد والجوامع في كل جزء من هذا الوطن العزيز فدور العبادة لها قدسيتها ليست كباقي المباني الأثرية الأخرى، وما يميزه المساحة الانشائية التي يتمتع بها باعتباره من الجوامع القليلة التي بنيت في تلك الفترة وينفرد بتصميمه المعماري الذي يبين نشأة وتطور المساجد الإسلامية.
أما حميد بن حمد بن حميد الهطالي فيقول: نحن مواطنو بلدة العارض بولاية الحمراء نثمن لمولانا جلالة السلطان المعظم-يحفظه الله ويرعاه- ولحكومته هذا الانجاز العظيم وإعادة هذا الصرح المعماري الى طبيعته التي ظل عليها شاهدا على طاعة أهل عمان واسلامهم طواعية وتمسكهم بالدعوة الاسلامية والسير على نهج الرسول الكريم صلوات الله عليه والاقتداء بسنته والسير على أثره من خلال بناء الصروح الاسلامية ولقد كان لبلدة العارض أهميتها التاريخية والدينية حيث خرج منها العالم الجليل الشيخ أبو سعيد الكدمي الذي كان واحدا من أئمة عمان ورجالها الذين حملوا الدعوة الاسلامية وكان تقيا ورعا تخرج على يديه العديد من علماء الدين الذين ما فتئوا في نشر الدعوة الاسلامية وكان جامعه ليس للصلاة فقط بل كان دور للعلم وموقعا للتشاور وتنفيذ أحكام الشريعة الاسلامية ونحن سعداء بتنفيذ هذا المشروع الذي أعاد الى هذا الجامع رونقه وأدخل اللمسات الجمالية عليه والمرافق التي يحتاج اليها المصلون.

No comments:

Post a Comment