Thursday, June 5, 2014



7 مشاركين في رحلة «مرشد التعافي» يطالبون ببرنامج شامل لعلاج الإدمان
5% من نسبة الشفاء تعتمد على الأدوية و95% متعلقة بالفعاليات والأنشطة  -
خالصة الحسنية: المرشدون حلقة وصل أساسية بين المدمن والمعالج والمجتمع -
حاورتهم – خلود الفزارية -
نفذت جمعية الحياة «للتوعية بالمخدرات والمؤثرات العقلية الأخرى» رحلة بالشراكة مع مؤسسة السكينة المصرية للتنمية البشرية والتوعية حول سلوكيات الإدمان بجمهورية مصر العربية لحضور دورة إعداد معالج إدمان للبدء في عملية إرشاد التعافي من الإدمان بمشاركة 7 متعافين.
وتهدف الرحلة إلى تأهيل «مرشد تعافي» للوقوف على التخصص والنتائج التي ستعود عليه في السلطنة، وتتطلع الجمعية الى تكوين المزيد من المرشدين في الفترة القادمة، في ظل دعم الجمعية للشباب وإدراكه الكامل لدور «مرشد التعافي» العماني تحديدا وأهمية دمجه للعمل في هذا القطاع حيث إنه يتميز عن المرشدين الآخرين بحكم انتمائه وفهمه للثقافة المحلية للمجتمع، خاصة أن الحالات تحتاج لفهم وتعامل دقيق وهو ما يحمله المرشد المحلي ويميزه ويساعد في عملية التأهيل بعد إخضاعه لبرنامج تأهيلي وأكاديمي وتدريبي كامل.
وأوضحت خالصة بنت خلفان الحسنية رئيسة مجلس إدارة «جمعية الحياة» أن دورة «مرشدي التعافي» للعمانيين تحسب للجمعية في ظل اتباع الأسس الدولية والعلمية لتأهيل المرشدين ودعم العملية العلاجية بالجمعية بمن عاشوا مرارة التجربة وينتمون للمجتمع نفسه.
وأشارت إلى أن الجمعية تسعى لتصنيف هذه المهنة وتسجيلها فيما بعد ضمن المهن الصحية من خلال التوجه إلى وزارة الصحة ممثلة باللجنة الوطنية لشؤون المخدرات والتي أعلنت مؤخرا وبدعم من بعض المؤسسات في السلطنة بإنشاء بيوت منتصف الطريق في محافظة مسقط ومحافظة الباطنة، لما يمكن أن تحققه من فائدة كبيرة على المجتمع في المستقبل.
فريق الإرشاد
وتضيف بأن الهدف الأساسي من تدريب عدد من المرشدين هو إلحاقهم بفريق سيتم انشاؤه لاحقا بجمعية الحياة وهو «فريق الإرشاد» لأن إرشاد التعافي من الإدمان مهنة كباقي مهن الإرشاد سواء، كان نفسيا أو اجتماعيا أو صناعيا أو طلابيا أو دينيا، ولها عدد من المعايير المهنية والأخلاقية التي تحدد نطاق العمل للمرشد والتي لا يمكنه تجاوزها..
منوهة بأن البعض يعتقد أن مرشدي التعافي جميعهم كانت لهم تجارب سابقة في تعاطي الكحول والمخدرات وهو اعتقاد خاطئ، فليس الإدمان شرطا لأن يصبح المرء «مرشد تعافي» وإن كان بعضهم له تجارب سابقة مع الإدمان.
ولفتت الحسنية إلى أن البعض يعتقدون أنه بمجرد توقف المدمن عن التعاطي لفترة فإن ذلك يمكنه من مزاولة مهنة الإرشاد، مؤكدة أنها مهنة مثل المهن الأخرى تحتاج إلى تدريب وتأهيل خاص على المستوى النظري والعملي.
وأضافت: أن المتدرب يحتاج الى متطلبات خاصة، منها أن يكون مر على تعافيه سنة كحد أدنى إذا كان مدمنا، وأن لا يكون لديه اضطرابات شخصية، وأن يكون متمكنا من التواصل مع زملائه في الفريق العلاجي، على أن يجتاز برنامج التأهيل النظري، وبرنامج التأهيل العملي في مصحة علاجية تحت إشراف استشاريين مؤهلين.
حلقة وصل
واعتبرت الحسنية المرشدين حلقة الوصل الأساسية بين المدمنين والأطراف الأخرى من معالجين ومجتمع، حيث إنهم يتحدثون نفس اللغة والمصطلحات والمفاهيم السائدة في عالم الإدمان مما له أثر فعال في بث الأمل وتحفيز الدافعية والرغبة في العلاج وتعزيز رسالة المرشدين وإفهامهم أن هناك طريقا وأن «الحياة لم تنته عند هذا الحد وليس هذا كل نصيبكم في الحياة».
وتابعت قائلة: هذا الأمر كفيل بجذب المدمنين لتقبل فكرة ومفهوم «أعط نفسك فرصة» ومن خلال هذه الفرصة يبدأ المرشدون بالتعاون مع طاقم الفريق العلاجي بتصحيح المفاهيم والأفكار الملغوطة المتداولة بين المدمنين حول عالم التعاطي والإدمان.
وأضافت رئيسة مجلس إدارة «جمعية الحياة أن علاج وتأهيل المدمنين يعتمد على جانبين مهمين، هما العلاج والتأهيل، موضحة أن العلاج عبارة عن علاج مكثف ومكلف جدا لكنه قصير المدة وتتراوح فترة الإقامة في التنويم من 28 الى 90 يوما ويقوم عليه كادر علاجي طبي يكثف فيه التدخلات الطبية النفسية، أما التأهيل فهو أطول مدة حيث تتراوح مدته بدءاً من ستة أشهر وسنة وسنتين وقد يكون بها إقامة مؤقتة وتعتمد أكثر التدخلات فيه على الإرشاد للتعافي والعلاج بالعمل والإشراف على منزل منتصف الطريق وبرامج الرعاية اللاحقة.
تفعيل الأنشطة
ويقول علي بن جعفر البلوشي (ناشط في هذا المجال): لا يوجد في السلطنة مكان لدعم المتعافين، وجمعية الحياة هي الجمعية الوحيدة التي تدعم المتعافين من الإدمان. ويذكر أنه سافر للسعودية سنة وستة أشهر بحثا عن العلاج متمنيا أن يكون هناك دعم للمتعافين من خلال توفير الأنشطة الرياضية والرحلات، كما يشيد بدور الجمعية التي تقوم بدعم المتعافين بمتابعة قضاياهم مع الجهات القانونية، وتعاونهم على السفر والعلاج.
ويضيف أن وزارة الصحة واللجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية يحاولون احتواء المتعافين ويقومون بمتابعتهم إلا أنهم لا يساعدونهم من خلال الأنشطة وهذه الفئة بحاجة إلى توعية ومساعدة، ومعظم المتعافين حاولوا من قبل وبحثوا عن المساعدة ولم يتمكنوا من التعافي إلا بعد السفر إلى البحرين وهناك تمت معالجتهم عن طريق السحب وتكثيف البرامج التوعوية والأنشطة الرياضية والرحلات المتنوعة. وهذه أول دفعة تتجه إلى مصر كبعثة لدورة الإرشاد النفسي لمعالجة المتعافين.
مستشفياتنا والأدوية
ويقول محمد بن إبراهيم البلوشي: كنت مدمنا لاثنتين وعشرين سنة وكنت أعاني، وتعلمت بعد ذلك أن المرض هو روحاني عقلي جسدي يؤدي إلى الإدمان، ونحن نبحث عن الحد من هذا الإحساس الذي يؤدي إلى سلوكيات خاطئة، فهو يؤثر على المزاج من خلال المادة التي يتم تعاطيها فيبحث عن الاستقرار عن طريق أشياء خارجية تغير المزاج.
ويشير إلى أن البعض يرى أن المتعاطي مجرم، ولكنهم لا يفهمون أنه يعاني من مرض. ويقول: بكل أسف فإن المصحات في السلطنة تعالج فقط عن طريق الأدوية ولكن الواقع أن نسبة الشفاء تعتمد على 5 بالمائة فقط من الدواء أما النسبة المتبقية وهي 95 بالمائة فاعتمادها على السلوكيات وفهمها وكيفية التعامل معها، فالمتعاطون بحاجة إلى تأهيل.
ويضيف البلوشي قائلا: ما كنت لأتعافى لولا ذهابي إلى دولة أخرى وهناك تعلمت العلوم الإرشادية، وتعلمت كيفية التعامل مع المدمنين وذهبت للمدارس والمعارض لأعرض لهم تجربتي وحصلت على شهادة في ذلك مما حفزني إلى المزيد من البذل في هذا الجانب، ونحن الآن متجهون إلى مصر لدراسة دورة الإرشاد آملا أن أكون معالجا، ولتكون لدي القدرة على التخاطب مع الجماهير وزيادة خبرتي في هذا الجانب.
لا يوجد مستحيل
ويقول حسين بن درويش البلوشي: كنت مدمنا لعشرين سنة، والمشكلة هي أن العلاج عبارة عن أدوية ولا توجد مصحة لتثقيف أوتوجيه المدمن أو المتعافي، وقد التحقت ببرنامج زمالة المدمنين الذي يقوم على الأنشطة، وقد واجهت الكثير من الصعوبات إلا أني تحديتها بمساعدة زوجتي وبناتي، وأصبحت أعمل بجد مع الجمعية ونأمل من هذه الدورة أن نعود بشهادة ورسالة ننقلها إلى المجتمع، وأوجه رسالتي للمدمنين أنه لا يوجد مستحيل، مطالبا بتكثيف الجهود في التوعية وتنفيذ حلقات عمل وتوعية للسجون، والمصحات لأن العلاج بالأدوية وحدها لا يكفي.
استغلال الوقت
ويقول جاسم بن محمد البلوشي: كنت مدمنا منذ ثلاثين سنة، وحاولت كثيرا العلاج في السلطنة وتايلندا والإمارات ولم أستطع، وكنت أتوقف لفترة ثم أجد بعض الشباب الذين يعيدونني للإدمان، وقد تم إلقاء القبض علي بحيازة وتعاطي المخدرات وصدر علينا حكم بثلاثة أشهر، وكانت تلك الفترة كافية لمحاسبة نفسي، بعدها قمت بتغيير البيئة وسكنت في منطقة أخرى وساعدني أهلي كثيرا، وقد قمت بالانخراط في العديد من الأنشطة والأعمال كي أنشغل وأستغل وقتي. وأنا متأمل أن أتعلم في هذه الدورة وأستفيد لأنقل ذلك إلى المجتمع، عن طريق حلقات العمل والأنشطة المختلفة.
نقل الأمل
ويقول خالد بن عبدالله البلوشي: كان لدي قضايا بسبب التعاطي، وكنت في مستشفى المسرة وتعبت كثيرا بعدها التقيت ببعض المنتسبين لزمالة المدمنين المجهولين واستعرضوا تجاربهم وحملوا لي رسالة تعرفت من خلالها أن الإدمان مرض روحي عقلي، كما سافرت للعلاج وتعرفت على مشكلتي وأسباب الانتكاسة التي تحصل معي، وكان أهم عامل للعلاج أن أقوم بتغيير الأدوات والأشخاص والأماكن وأعتبرها خطا أحمر، وقمت بتطبيق ذلك، وتغيرت سلوكياتي.
وأشار إلى أن التعامل مع المدمنين صعب لأنهم لا يسمعون للنصح لذلك فهم بحاجة إلى مَن مرّ بتجربتهم ويحكي لهم كيف تجاوزها، وأن ينقل المتعافي الأمل لغيره، ومن خلال الدورة القادمة سنقوم بالإرشاد والتوجه إلى المدارس الخاصة والتعريف بأن الإدمان هو مرض وليس عار ويجب معرفة كيفية الوقاية منه، وأنه مرض مزمن لا علاج له ولكن تستطيع محاصرته، فلا العلم ولا الدين ولا الدول العظمى استطاعت علاجه ولكن المريض هو من يقوم بنفسه بالعلاج وبالأمل وعدم الاستسلام يستطيع الانتصار عليه.
البحث عن العلاج
ويقول أكرم بن حسين البلوشي: في فترة التعاطي أصبحت مدمنا ولم أستطع التغلب على الإدمان وفكرت أن يحبسني أهلي أو يتم سجني لكي أتوقف وتعاطيت لثماني سنوات، وقد ذهبنا لسرقة مكيف بسبب الإدمان فتم إلقاء القبض علينا وتم حبسي لثلاثة أشهر. ومع ذلك لم تكن لدي النية في التوقف ولكن بعد خروجي من السجن تعامل أهلي معي بصرامة وتوجهت لقراءة الكتب، وداومت على العبادة والأدعية والأذكار وحصلت لي انتكاسة بعد ذلك، والتقيت بأحد الأشخاص الذي توجه بي إلى الجمعية، وفوجئت بالعديد من المدمنين المتعافين، وكنت على معرفة ببعضهم، وأصبح هناك احتواء لي وتعافيت وتزوجت وتعالجت، واستفدت كثيرا وطبقت الاستفادة في حياتي، وكنت مستمعا بشكل كبير في الجمعية. والآن أتيحت لنا الفرصة للسفر وأصبح الدور أكبر من خلال دورة الإرشاد لدعم الشباب الذين يعانون من الإدمان. ونطالب ببرنامج شامل للمعالجة من الإدمان، لأن الحالات تتوجه إلى دول الجوار بحثا عن العلاج، وحتى مستشفى المسرة فإنه مطالب بتكثيف الجهود واحتواء المدمنين لمنع الانتكاسة من الحدوث وتفعيل أنشطة رياضية وحيوية ورحلات وملتقيات تساعدهم وتحفزهم على مقاومة الإدمان.
أدوار المرشدين
وحول الأدوار الأساسية للمرشدين في مجال التعافي، استعرضت خالصة الحسنية مهام المرشد الـ12 الجوهرية وهي الوظائف والأدوار التي يؤديها المرشد في مجال عمله، ومنها التحديد وأخذ المعلومات الأولية، مع التعريف بالبرنامج العلاجي والتقييم إضافة إلى عمل خطة علاجية، والإرشاد وإدارة الحالة كما عليه أن يمتلك القدرة على التدخلات اللازمة أثناء الأزمات وتوعية وتثقيف المريض والتحويل والتقارير وتوثيق المعلومات وأخيرا الاستشارة مع المهنيين الآخرين.
أما مهارات الإرشاد وفق ما ذكرت فهي أدوات العمل التي يستخدمها المرشد في ممارسة دوره الوظيفي وتقديم الخدمات العلاجية ومن أهم تلك المهارات الحضور على أن يبين المرشد اهتمامه بالمريض عبر نظراته والوضع الذي يتخذه في جلسته والمتابعة الدقيقة لما يقول المريض، وإعادة الصياغة حيث تتطلب قيام المرشد بذكر المعلومات التي أفاد بها المريض بطريقة دقيقة ومشابهة، أما تصوير المشاعر فهو قيام المرشد بالإشارة إلى حقيقة مشاعر المريض سواء كان المريض قد أعلن عنها أولمّح لها.
وعن مهارة التلخيص قالت هي استعراض موجز لأهم النقاط التي نوقشت خلال الجلسة لضمان الاستمرار في اتجاه واضح ورأت بأن التحري هو قيام المرشد بلفت انتباه المريض إلى جوهر الأشياء بهدف مساعدة كل من الطرفين على اختبار حالة المريض وفهم المشكلة بشكل عميق أما مهارة الكشف عن الذات فهي قيام المرشد بالكشف عن مشاعره ومواقفه وآرائه وتجاربه عن طريق المشاركة بأوجه التشابه وذلك لمصلحة المريض.
وتابعت رئيسة مجلس إدارة جمعية الحياة أن المدربين لهذه الدورة معتمدون من جهات متخصصة في مصر وأمريكا ومن المركز الكندي إذ تعتبر هذه الدورة الأولى في السلطنة والثانية في الخليج العربي بعد البحرين.

No comments:

Post a Comment