Tuesday, May 20, 2014

المناطق الصناعية .. لبنة أساسية لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل

بحوث ودراسات واستشارات فنية لتطوير المنتجات -
كتب – سعود بن جميل الغنبوصي -في إطار سعي السلطنة إلى تنمية القطاع الصناعي باعتباره السبيل الأمثل لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية بعيدة المدى وانطلاقا من أهمية تنويع مصادر الدخل القومي وإيجاد بيئة أعمال ملائمة في السلطنة وإيجاد فرص عمل للمواطنين واستغلال المواد الخام المحلية. 
يقوم هذا القطاع المهم باستقطاب العديد من المخرجات المؤهلة لتسهم بدور فاعل في تنمية الاقتصاد الوطني من خلال الخبرات المتعددة التي تتميز بها المخرجات من مختلف الجامعات والكليات من داخل السلطنة وخارجها.
وجاء اهتمام الحكومة بقطاعي الصناعة وتأهيل الشباب وتوظيفهم من خلال إنشاء أول منطقة صناعية تحت مسمى هيئة منطقة الرسيل الصناعية بمحافظة مسقط. وتوالى بعدها إنشاء العديد من المناطق الصناعية الأخرى في كل من صحار بمحافظة شمال الباطنة، وريسوت بمحافظة ظفار، ونزوى بمحافظة الداخلية، وصور بمحافظة جنوب الشرقية، والبريمي بمحافظة البريمي، بالإضافة إلى منطقة سمائل الصناعية التي أعلن عنها في عام 2010م.
ونتيجة للتوسع في المناطق الصناعية، فقد تم إنشاء المؤسسة العامة للمناطق الصناعية بهدف تخطيط وإنشاء وإدارة وتنمية المناطق الصناعية في السلطنة. والتي تدير إلى جانب المناطق الصناعية، منطقة صناعية في مجال تقنية المعلومات، وهي واحة المعرفة مسقط، وأخرى في مجال المناطق الحرة، وهي المنطقة الحرة بالمزيونة. وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه المناطق حوالي 88.300 مليون متر مربع.
الإدارة والخدمات
ولأهمية القطاع منحت المؤسسة الاستقلال الإداري والمالي حيث توفر المؤسسة في المناطق الصناعية كافة خدمات البنية الأساسية كالكهرباء والمياه والغاز وشبكات الطرق المعبدة والاتصالات والبريد والصرف الصحي. ولا يقتصر دورها على ذلك بل تساهم بشكل فاعل في ترويج المنتجات الصناعية الوطنية والمشاركة في المعارض الخارجية، وعن طريق وسائل الإعلام المختلفة. كما تنظم المؤسسة فعاليات توعوية، مثل الندوات والبرامج التدريبية بغية نشر الوعي الصناعي لدى المستثمرين.
أهداف استراتيجية
وتسعى المؤسسة إلى تحقيق حزمة من الأهداف الاستراتيجية والمرتكزات التنموية منها جذب الاستثمارات الأجنبية للسلطنة وتوطين رأس المال الوطني وتوفير بنية أساسية مناسبة تفي بمتطلبات مختلف أنواع الاستثمارات وتعزيز العلاقات مع الجهات المعنية بالعملية الاستثمارية بما يضمن تذليل العقبات والمشاكل التي تواجه متطلبات المستثمرين.
بالإضافة إلى تعزيز علاقات التعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة لتبادل الخبرات والمعارف والتقنيات المستخدمة وحفز القطاع الخاص للمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والشاملة. وإدخال التقنيات الحديثة في الإنتاج وإكساب العاملين المهارة الفنية اللازمة لتطوير إنتاجهم. وإيجاد فرص عمل جديدة للمواطنين وتشجيع الصادرات وإقامة الصناعات التصديرية. وتنشيط القطاعات الاقتصادية العاملة بالسلطنة كالنقل والسياحة والنشاط المصرفي، وغيرها.
البحث والابتكار
وللمساهمة في تطوير الصناعات المحلية والمحافظة على قدرتها التنافسية، وتنمية وتعزيز الصناعات التي ترتكز على مخرجات البحث والابتكار العلمي، كان لا بد من إيجاد جهة راعية للبحوث والابتكار. حيث قامت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية بالتعاون مع مجلس البحث العلمي بتأسيس مركز الابتكار الصناعي في منطقة الرسيل الصناعية لخدمة الصناعيين من خلال القيام بالدراسات والبحوث الصناعية، وتقديم الاستشارات الفنية ووضع الحلول لتطوير المنتجات ورفع جودتها وخفض تكلفتها.
يهدف المركز إلى نشر ثقافة الابتكار في القطاع الصناعي وتحديد المجالات الصناعية التي تحتاج إلى البحث والابتكار، وتوفير الدراسات والبحوث والاستشارات العلمية والعملية، وتحديد المشاكل والتحديات التي تواجه الصناعة، ومساعدة الصناعات الصغيرة والمتوسطة لتطوير منتجاتها وإيجاد أفكار وابتكارات صناعية جديدة لها.
الرسيل
تقع منطقة الرسيل الصناعية في محافظة مسقط، وتبعد حوالي 15 كيلومترا من مطار مسقط الدولي، وتشغل مساحة 7.5 مليون متر مربع. والتي افتتحت رسميا عام 1985م تحت مسمى «هيئة منطقة الرسيل الصناعية»، وتعتبر أول منطقة صناعية مجهزة بالخدمات في السلطنة. بدأت المنطقة بـ12 مصنعا، في حين يوجد بها الآن أكثر من 155 مصنعا منتجا. وتنتج هذه المصانع تشكيلة واسعة من السلع مثل: المواد الكيميائية والبطاريات الكهربائية ومواد البناء وكوابل الألياف البصرية والمواد الغذائية والمنسوجات والملابس الجاهزة والقرطاسيات والأصباغ والمرشحات والأثاث وغيرها.
وتقدم المنطقة للمستثمرين تسهيلات وخدمات أساسية بأسعار رمزية، مثل: الكهرباء، والمياه، والغاز، والاتصالات السلكية واللاسلكية، ومعالجة مياه الصرف الصحي، والتخلص من النفايات الصلبة، السكن، شبكات الطرق الداخلية والخارجية.
صحار
افتتحت منطقة صحار الصناعية في نوفمبر 1992 وتغطي مساحة أكثر من 21.6 مليون متر مربع، منها أكثر10.7 مليون متر مربع جهزت وهيئت للاستثمار وتضم المنطقة حاليا أكثر من 180 مصنعا منتجا.
وتقع المنطقة على أعتاب ميناء صحار وهو أحد الموانئ البحرية التجارية الرئيسية في البلاد، والذي يصل عمقه إلى 17 مترا وهو العمق الكافي لاستيعاب سفن الحاويات والميناء والذي بدوره عزز رغبة المستثمرين العالميين للاستثمار في منطقة صحار الصناعية ومصنع الألمنيوم.
وتنتج مصانع المنطقة الرخام وإعادة تدوير الورق والمواد الغذائية والمنظفات والمنتجات الجلدية والأثاث ومعجون الأسنان والزجاج والفولاذ والقضبان وزيوت المحركات والألمنيوم وغيرها.
ريسوت
افتتحت منطقة رسيوت الصناعية في نوفمبر 1992، وتقع في مدينة صلالة بمحافظة ظفار.
تحتل المنطقة مساحة أكثر من 2.6 مليون متر مربع. وتبعد حوالي 4كم من ميناء صلالة الاستراتيجي، وهو الميناء الوحيد الذي يربط بين أوروبا وسنغافورة، والذي باستطاعته استيعاب سفن من الفئة (s) وهي اكبر سفن حاويات في العالم. والميناء يسهل عملية الوصول أيضا إلى موانئ دول الخليج والبحر الأحمر والمحيط الهندي والساحل الشرقي لإفريقيا.
وبعد الانتهاء من إنشاء المنطقة الحرة بصلالة أصبحت محافظة ظفار مركزا مهما للشحن الجوي والبحري ومركزا للتنمية الصناعية التي لها أهمية وشهرة لدى المستثمرين.
وتحتوي المنطقة كافة خدمات البنية الأساسية اللازمة للاستثمار، وتضم مصانع تعمل في مجال إنتاج القرطاسيات والملفات والثلج وتعليب الأسماك والدجاج المجمد والأنابيب البلاستيكية وتصنيع الحديد الصلب واللوازم الطبية والسخانات التي تعمل بالطاقة الشمسية والدقيق والأسمدة والزيوت النباتية.
صور
تقع منطقة صور الصناعية في ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، وتبعد حوالي 200كم من مسقط. والتي افتتحت المنطقة في عام 1999، وتغطي مساحة 36.1 مليون متر مربع. ومن بين الشركات الرئيسية العاملة بالمنطقة الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال وشركة قلهات للغاز الطبيعي المسال والشركة العمانية الهندية للأسمدة وشركة الغاز الوطنية. ونظرا للمكانة الدولية التي يحظى بها هؤلاء المستثمرون، وافتتاح الطريق المزدوج مسقط – صور، فقد تطورت المنطقة بصورة سريعة وملحوظة.
نزوى
أنشئت منطقة نزوى الصناعية في عام 1994م في ولاية نزوى بمحافظة الداخلية وتبعد مسافة 180 كم عن العاصمة مسقط، وتتميز بدورها المحوري المتمثل في تسريع عمليات التنمية الصناعية في محافظة الداخلية، والمحافظات المجاورة، وذلك مع وجود شبكات طرق متعددة تربطها بمختلف المناطق الأخرى، حيث تصل نسبة الإشغال الحالية في المنطقة إلى ما يقارب 98%‏ من إجمالي الأراضي المخصصة للاستثمار، وتتوزع تلك المساحة إلى قطع أراضٍ مختلفة المساحة حسب احتياج المشروعات، وقد استقطبت المنطقة منذ انطلاقتها الكثير من المستثمرين من داخل السلطنة وخارجها، فأوجد هذا التنوع في الاستثمارات تنوعا في المنتجات، وتنوعا في فرص العمل التي توفرها تلك المشروعا للأيدي العاملة الوطنية.
البريمي
افتتحت المنطقة الصناعية في البريمي في عام 1998، وتحتل مساحة إجمالية تبلغ 5.5 مليون متر مربع. وتقع في الجزء الغربي من السلطنة.
ونظرا للموقع الجغرافي الفريد الذي تتميز به المنطقة، من حيث سهولة وسرعة الوصول إلى الموانئ الجوية والبحرية في كل من السلطنة ودولة الإمارات العربية المتحدة، فإن المنطقة تقدم فرصا هائلة للمستثمرين. المنطقة لا تبعد عن كل من ميناء صحار التجاري، وميناء جبل علي بدولة الإمارات العربية المتحدة سوى 120كم.
ويوجد حاليا بمنطقة البريمي الصناعية عدد كبير من المشروعات الصناعية والتجارية والخدمية تزيد عن 380 مشروعا.
المزيونة
افتتحت المنطقة الحرة بالمزيونة في 24 نوفمبر 1999م كأول منطقة من نوعها بالسلطنة وتقع في أقصى الجنوب الغربي من السلطنة على الحدود البرية مع الجمهورية اليمنية وتعتبر البوابة الخليجية لتجارة الترانزيت إلى الجمهورية اليمنية وإلى دول شرق إفريقيا عبر اليمن، وتبلغ مساحة المنطقة الإجمالية 4.5 مليون متر مربع. وقد منح قانون المناطق الحرة الصادر بالمرسوم السلطاني رقم: (56/2002) الحوافز والمزايا والتسهيلات للمنطقة الحرة بالمزيونة، وهو التشريع الذي ينظم إنشاء وإدارة المناطق الحرة بالسلطنة، ويمنح الحوافز والإعفاءات للمستثمرين، وينظم الأطر القانونية لتشغيل المناطق الحرة.
وتتميز المنطقة بحزمة من الحوافز والمزايا، أهمها إعفاء الأرباح من ضريبة الدخل لمدة 30 عاماً وعدم الحاجة لتقديم إقرارات الدخل وتوفير وتداول وتحويل العملات الأجنبية ودخول رؤوس الأموال بسهولة. والإعفاء من قانون الوكالات التجارية والإعفاء من الرسوم الجمركية والسماح باستيراد كافة البضائع المسموح تداولها في السلطنة والإعفاء من شرط الحد الأدنى للاستثمار وحرية استخدام العملات. وإمكانية تملك المستثمر 100% من رأسمال المشروع.

No comments:

Post a Comment