Monday, May 5, 2014

وادي السحتن .. طبيعة جذابة ومناظر خلابة

لا تزال جبال وادي السحتن وقراها الجميلة وأوديتها وعيونها تدعو السائح لاكتشاف معالم طبيعتها البكر، وعلى الامتداد الكبير، والتنوع المثير يبقى “الوادي” الخارطة الجغرافية على بعد 165كم شمال غرب مسقط التي تستهوي الكثيرين، فقضاء يومٍ كامل في مناطقها ومدرجاتها الزراعية الخضراء وبين خرير مياهها يبقى في الذاكرة السياحية طويلاً.
زائروه من جميع الأرجاء رغم وعورة الطريق في الماضي، ومع اقتراب الانتهاء من رصف طريقه وتعبيده سيزداد الإقبال عليه أكبر، القرى الصغيرة المنتشره على طول الوادي، تشكل لوحاتٍ بانورامية مدهشة، فالتجوال بين أفيائها يضيف متعةً أخرى للسائح، الذي يجد فيها متنفساً جميلاً للعين التي تأنس للون الأخضر الذي تكتسي به جميع قرى الوادي، إضافة إلى المسطحات المائية المنعشة، المعدة خصيصاً لري المزروعات.
الوصول إليه
الوصول إلى وادي السحتن يتم عبر طريق الباطنة العام للقادمين من مسقط، ثم الانعطاف يساراً عبر دوار الملدة، حتى الوصول إلى ولاية الرستاق، وطريق (الرستاق- عبري) عبر أقل من 3 كيلو مترات، يجد الزائر لوحة سياحية تدل على الوادي وتوجهه نحو الانعطاف يساراً والسير في طريقٍ مستقيم حتى الوصول إلى وادي السحتن عبر 25 كلم تقريباً.
أسراره الدفينة
من أقصى شمال السلطنة، جاء يزن الكمالي إليها يفتش عن أسرارها الدفينة، سرعان ما انطلق يحكي تفاصيلها، وهو يقول: “من خصب، انطلقتُ أتلمس نور الجمال، سمعتُ من أصدقائي كثيراً عن هذا الوادي، ولكن حينما وصلت إليه انتابتني فرحة عارمة، حقاً أن السلطنة تزخر بمقوماتٍ سياحية كبيرة، وجدتُ هنا ضالتي التي أبحث عنها، تشكلت الصورة المرسومة في مخيلتي على مرأىً من عيني، أذهلتني المدرجات الخضراء التي رافقت مسيري على طول الوادي، يبدو الأمر في البداية وكأن المنطقة هامدةٌ تحت هذه السفوح، بيد أن الإنسان استطاع أن يحول منها قصةً جديرة بأن تنشر صفحاتها في جميع مواقع الترويج العالمية، راق لي فعلاً عناية أهلها بالزراعة، فتحولت الأرض كلها إلى واحاتٍ خضراء تغني بحب الحياة والجمال والسياحة”.
كانت النخيل المنتشرة بين الجبال ووسط الأودية وفوق المدرجات تمثل جاذبيةً خاصة للكمالي، الذي رأى “وادي السحتن” كقطعةٍ من النعيم، فيقول: تلكم القرى الوادعة، أعادت إلى روحي شيئاً من بهائها وانتشائها، قرىً كثيرة مررت بها وتركت بداخلي انطباعاتٍ مشوقة لا يمحوها الزمان، عين الخضراء، وعمق، وطباقة، والحاجر، وسفح، وبشوق، ووجمة، وبلد سيت، والهويب، وغيرها عُمرت بواحاتٍ من النخيل التي تخلب اللب وتأسر الفؤاد، هي دعوةٌ مني لهواة التنقل بين الجبال، أن لا يتركوا هذه المغامرة السياحية المذهلة، فالسير وسط كومة النخيل والأشجار اليانعة والجداول النباتية المعشوشبة والأفلاج الرقراقة وعناق الجوافة مع العنب متعةٌ وفتنةٌ وطبيعة تسرُّ الناظرين.

No comments:

Post a Comment